top of page
Featured Posts

على خطى الفيمن (رض)


قد يتساءل البعض عن السبب الذي يدفعني لانتقاد الدين بالشكل الذي أنتقده به، و ما علاقة هذا بالعلمانية ، خصوصا و أن أغلب العلمانيين يدعون للعلمانية بشكل سطحي دون الضرب في الفكر المخالف ؟

الجواب ببساطة ، هو أنني أستخدم سياسة فرض الأمر الواقع، لأن الكلام النظري ليس له نفس تأثير واقع الحال. فقد كلمناهم لسنوات عن وجود المخالف و حقه في العيش و التعبير الخ، لكن هذا لم يجدي نفعا و لم يفهموا الدرس و ما يحدث بين السنة و الشيعة خير دليل.

هنا نحن بحاجة لتعليمهم بالطرق القاسية و هي فرض الأمر الواقع ، فقد تكتب لهم مجلدات عن بشاعة الذبح لكنها لن تكون بنفس تأثير مشهد ذبح شخص من قبل داعش ، و المشهد نفسه لن يكون بنفس التأثير الذي قد تحدثه عملية ذبحهم هم شخصيا... فدرجة الألم و الوعي ستتغير من وضع لآخر.

فما أقوم به هو فرض نفسي كمخالف، و ارغامهم على تقبل وجودي و توضيح فكرة أنني موجود رغم أنوفهم، و لست أي مخالف ، فلست شيعيا أو أحمديا أو مسيحيا ، أنا أعتبر أكثر "تطرفا" من الجميع بالنسبة لهم.

و هنا أود شرح فكرة أخرى و هي فرض الواقع "المتطرف" ، و سأعطي مثال تعرفونه جميعا و هو الفيمن، تلك الفتيات التي تعري الصدر للاحتجاج، و التي يعتبرها الكثيرون دعوة للدعارة و استفزاز للآخرين. لكن في الحقيقة هي عملية فرض أمر واقع غير مرغوب فيه لايصال رسالة مفادها أن من حقي أن أفعل ما أشاء بجسدي حتى لو لم يعجبك الأمر، أي أنهم يخرجون الآخر من العالم النظري للواقع ، و يتعمدون فرض واقع غير مرغوب فيه لكن ينخرط ضمن منطق الحريات، لأنه حين يتقبل الناس الفيمن و حقها في اظهار ما تظهره من جسدها فلن يناقش أحد في ما هو أدنى من ذلك.

فنفس الشيء هنا ، حين يتقبل المجتمع وجود الملحد و المعارض للدين ، لن يناقش أحد وجود الشيعة أو الصوفية أو المسيحيين، و لن يهتم أحد بمن يلعن عمر و من يلعن علي، لأنهم تقبلوا الذي يلعن الدين كله بكل رموزه و يرفضه جملة و تفصيلا. ..

فبدلا من اضاعة الوقت غي خوض معارك حقوقية جانبية ، يجب التركيز على أقصى الحقوق و أكثرها كرها من قبل المجتمع لكي تشمل المعركة جميع الحقوق فنضرب سربا من العصافير بحجر واحد. #الشيخ_ديكارت


آخر المقالات
الأرشيف
bottom of page