top of page
Featured Posts

أبو لهب رضي الله عنه.

هذه المقالة للكبار فقط، و يمنع المصابون بالضغط و السكري من قراءتها.

قصة أبو لهب أكبر و أخطر مما يتصور البعض ، فهي لا تنحصر في كونها شبهة تضرب صورة الله و قيمته لأنه وضع نفسه في نفس مستوى رجل بدوي حقير و رد عليه الشتيمة بنفس الكلمات و الأسلوب بل أعنف، في عملية تصفية حسابات عائلية تخص رسوله محمد و لا تهم أحدا غيره، بل هي معضلة تضرب أصول الدين و ركائزة و هي كفيلة بجعل أكبر سلفي يراجع أصول معتقده. فهذه القصة تطعن في مجموعة من أهم صفات الله و قرآنه. و هي علمه الغيب ، و عدله المطلق ، و كون قرآنه مكتوبا في اللوح المحفوظ. لأنه الله و كما أخبرونا ، يعلم الغيب و ما كان و ما سيكون و عدد الحركات و السكون ، و القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق الدنيا و إن لم يكن في اللوح فهو في علم الله. و بالتالي فسورة المسد وجدت قبل أن يوجد أبو لهب ، و قبل أن يسب محمد و يقول له تبا لك ألهاذا جمعتنا... و منه نستنتج أن الله شتم أبو لهب قبل أن يخلقه ، و حكم عليه بالنار قبل أن يستحق النار ، و استحقاقه للنار و فعله ما فعل لم يكن إلا تحصيل حاصل و جزءا من مسرحية لاثبات قول الله و جعله يظهر بمظهر العدل الذي يحاسب الناس بما كسبت أيديهم... أي أن أبو لهب لم يكن له أي خيار في أن لا يسب محمد و لا يكفر به، لأن هذا كان سيطعن في علم الله الغيب الذي سبق أفعال أبو لهب ... من كل هذا نستنتج أن أبو لهب و زوجته و فرعون و هامان و جنودهما و كل الذين وصفهم القرآن بالإجرام ليسوا إلا عرائس في مسرح الله ، يلعبون أدوارا معدة سابقا... فهذا يضع عدل الله و علمه للغيب و لوحه المحفوظ و قضاؤه و قدره محل الشك ، لأنه إن كان عليما بكل شيء و علمه لا يخطئ ،و إن كانت مصائر الناس قضاءا و قدرا أو كان هنالك لوح محفوظ ، فالله ليس عادلا، لأنه ليس من العدل أن تخلق مجرما و تحكم عليه بالإجرام و دخول النار قبل أن تخلقه ، ثم تحاسبه على ما قررت أنت له ، و في النهاية تقول أنك عادل و لا تجزي الناس الا بما كسبت أيديهم ... و كل هذا يضع جدية الله محل تساؤل ، فهو لم يضع نفسه في مستوى بدوي حقير و يتبادل معه الشتائم و الإهانات فقط ، بل وضع نفسه في مستوى عروسة من عرائسه التي خلقها بيده و قرر لها دورها و تحكم فيها عن بعد ثم أهانها و شتمها و هددها بالنار امتثالا لسيناريو أزلي يوجد في علمه و ذاكرته الشخصية منذ الأزل. بل هذا يجعلنا نتسائل عن حرية الله نفسه ، فاذا كان علمه أزليا فهو ليس مخلوقا، و بالتالي فهو موجود دون قرار من الله و تدخل من جلالته ، و الله اليوم يطبق هذا السيناريو ... فهل الله يخضع للسيناريو أم السيناريو يخضع له ؟ و هذا يعيدنا لمقالتي عن محنة خلق السيناريو : http://salafimajnoun.wix.com/home#!فتنة-خلق-السيناريو/c1e32/55e25f150cf2de902a788c79 قراءة ممتعة. #الشيخ_ديكارت


آخر المقالات
الأرشيف
bottom of page